لكونه غايةً في التذكيرِ، ونهايةً في الإنذارِ {بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا} في إيمانِ مَنْ آمَنَ (?)، وكفرِ مَنْ كفرَ.
{أَفَلَمْ يَيْأَسِ} أي: يعلم، {الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ} فآمنوا {جَمِيعًا} وتقدم اختلاف القراء في {ييأس} في سورة يوسف عند قوله تعالى {فلما استيأسوا منه}.
{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا} من الكفر.
{قَارِعَةٌ} واهية تقرعهم بأنواع البلايا من سرايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغزواته.
{أَوْ تَحُلُّ} أي: تنزل أنت يا محمد بنفسك.
{قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ} وهو فتح مكة {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.
...
{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (32)}.
[32] وكانَ الكفارُ يسألونَ عن هذهِ الأشياءِ على سبيلِ الاستهزاءِ، فأنزلَ اللهُ تسليةً لنبيِّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} كاستهزائِهم بكَ.
قرأ أبو جعفرٍ: (اسْتُهْزِيَ) بفتحِ الياءِ بغيرِ همزٍ.