{فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} إلَّا من دخلَ النارَ من عُصاةِ المؤمنين، فإنَّهم مفارقونَ الجنةَ أيامَ عذابِهم، وهمُ المرادُ بالاستثناءِ الأولِ، تلخيصُه: عذابُ الفريقينِ ونعيمُهم دائمًا أبدًا إلا قدرَ مشيئةِ اللهِ تعالى فيهم بما يشاءُ {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} مقطوعٍ.
...
{فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}.
[109] ثم قال تعالى مُخاطبًا نبيَّه - صلى الله عليه وسلم -، والمرادُ غيرُه: {فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ} وشَكٍّ.
{مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ} إنَّهم ضُلَّالٌ.
{مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا} كان.
{يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ} تقليدًا لآبائِهم من غيرِ دليلٍ.
{وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ} حَظَّهم من العذابِ {غَيْرَ مَنقُوصٍ} أي: وافيًا.
...
{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110)}.
[110] {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} التوراةَ.
{فَاخْتُلِفَ فِيهِ} فمِنْ مصدِّقٍ به ومكذِّبٍ كما فعلَ قومُكَ بالقرآن.