{وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43)}.
[43] {وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ} تعجُّبًا منكَ بأبصارِهم دونَ بصائرِهم، قيل: نزلت في المستهزئين.
{أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ} أي: عَمَى القلب {وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ} قرنَ عدمَ العقلِ بعدمِ السمعِ، وبعدمِ البصرِ عدمَ الإدراكِ تفضيلًا لحكمِ الباطنِ على الظاهرِ.
...
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)}.
[44] {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا} لأنه في جميعِ أفعاله متفضلٌ وعادلٌ.
{وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بمخالفةِ أمرِ خالقِهم. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (وَلَكِنِ) مخفَّفًا (الناسُ) رفعًا، والباقون: بالتشديدِ والنصبِ (?).
...
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45)}.
[45] {وَيَوْمَ} أي: واذكرْ يومَ {نَحْشُرُهُمْ} وعيدٌ بالحشرِ وخزيِهم. قرأ