النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - باعتزالِ نسائِهم، وجاءت امرأةُ هلالٍ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تستأذنُه في خدمتِه، فأذنَ لها من غيرِ أن يَقْرَبَها، فلما كملَتْ لهم خمسونَ ليلةً من حين نَهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن كلامِهم، آذَنَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بتوبةِ اللهِ عليهم، وذهبَ الناسُ يبشرونهم، وجاء كعبٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فسلَّمَ عليه، فقال لهُ وهو يبرُق وجهُه من السرورِ: "أَبْشِرْ بِخَيْرٍ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ"، قالَ: أمنْ عندِكَ يا رسولَ الله، أمْ من عندِ الله؟ قالَ: "لاَ بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ"، وأنزل الله على رسوله عليه السلام:
{حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} (?) أي: برَحْبِها وسَعَتِها.
{وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ} أي: قلوبُهم من فرطِ الوحشةِ والغمِّ. قرأ حمزة: (ضَاقَتْ) بالإمالة (?).
{وَظَنُّوا} أيقنوا.
{أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ} من سَخَطِهِ {إِلَّا إِلَيْهِ} إلا إلى الاستغفارِه.
{ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} ليدوموا على التوبةِ.
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ} لمن تاب {الرَّحِيمُ} متفضلٌ عليهم بالنعم.
* * *