{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ} أي: بني أصلُه {عَلَى التَّقْوَى} واللامُ للابتداء.
{مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} وُضِع أساسُه.
{أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} مصلِّيًّا، خبرُ الابتداء، والمسجدُ المؤَسَّسُ على التقوى هو مسجدُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وردَ بهِ الحديثُ عنه عليه السلام، وقيل: مسجدُ قُباء؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - أَسَّسَه وصلَّى فيهِ أيامَ مُقامِه بقُباء من الاثنينِ إلى الجمعةِ.
{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} بالتوبةِ من المعاصي، وقيلَ: بالماءِ من الأحداث.
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} يَرْضَى عنهم.
* * *
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109)}.
[109] {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} قرأ نافعٌ، وابنُ عامرٍ: (أُسِّسَ) بضم الهمزة وكسر السين (بُنْيَانُهُ) رفعٌ فيه جميعًا على غير تسميةِ الفاعلِ، والباقون بفتح الهمزةِ والسينِ والنونِ على تسميةِ الفاعلِ (?)، والمرادُ: قواعدُ البنيانِ.
{عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ} أي: على طلب التقوى، ورضا الله.