{أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} فكذَّبوهم وعَصَوْهُم كما فعلْتُم.
{فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ} أي: ليهلِكَهم حتى يبعثَ إليهم الأنبياءَ.
{وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} حيثُ عَرَّضوها للعقابِ بالكفر.
* * *
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)}.
[71] {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} في الدِّينِ واتفاقِ الكلمةِ.
{يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ} بالإيمانِ والطاعةِ.
{وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} الشركِ والمعصيةِ، والمعروفُ: هو ما عرفَهُ العقلُ والشرعُ بالحُسْنِ، والمنكَرُ: ما أنكَرُه أحدُهما لقبحه، فالأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكر فرضُ كفايةٍ باتفاقِ الأئمةِ وإجماعِ الأمة، وهو من أعظمِ قواعدِ الإسلامِ، والنهيُ: هو استدعاءُ تركِ الفعل، وهو أمرٌ بضدِّه، وحقيقتهُ للتحريمِ، وحقيقَة الأمرِ للإيجابِ والقبولِ.
{وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} المفروضةَ {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} في سائرِ الأمورِ.
{أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ} لا محالةَ؛ فإن السينَ مؤكِّدةٌ للوقوع {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} لا يمتنعُ عليهِ ما يريدُه {حَكِيمٌ} يضعُ الأشياءَ في محلِّها.
* * *