فيها، وقيل لها: حُرُمٌ؛ لأنّ اللهَ تعالى حَرَّمَ فيها على المؤمنينَ دماءَ المشركين والتعرُّضَ لهم، المعنى: إذا مضتِ المدةُ المضروبةُ الّتي يكونُ معها انسلاخُ الأشهرِ الحرمِ، وأصلُ الانسلاخ، خروجُ الشيءِ ممّا لابَسَه؛ من سَلْخِ الشاة.
{فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ} الناكثينَ {حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} من حِلٍّ وحرمٍ.
{وَخُذُوهُمْ} وأْسِرُوهم، والأَخيذُ: الأسيرُ {وَاحْصُرُوهُمْ} احْبِسوهم.
{وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} على كلِّ طريقٍ، والمرصدُ، كلُّ مكانٍ يُرْصَدُ منه العدوُّ؛ أي: يرقَبُ فيه؛ لتأخذوهم من أيِّ وجهةٍ توجَّهوا.
{فَإِنْ تَابُوا} من الشركِ.
{وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} تصديقًا لتوبتِهم وإيمانِهم.
{فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} اتركوهم يدخلون مكةَ، ويتصرَّفون في البلاد، وفيه دليلٌ على أن تاركَ الصّلاةِ ومانعَ الزكاةِ لا يخلَّى سبيلُه، فالكفَّارُ مخاطَبون بالإيمان بالاتفاق، وبالفروعِ عندَ الشّافعيِّ وأحمدَ، وقالَ أكثرُ الحنفيةِ: ليسوا مخاطَبين بالفروعِ، وهو قولُ مالكٍ، ويأتي ذكرُ حكمِ تاركِ الصّلاةِ ومانعِ الزكاةِ في سورةِ الماعونِ.
{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ} لمن تابَ {رَحِيمٌ} به.
* * *
{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6)}.
[6] {وَإِنْ أَحَدٌ} أي: وإن جاءكَ أحدٌ.