[30] {فَرِيقًا هَدَى} أي: هداهم اللهُ بأنْ وَفَّقهم للإيمانِ {وَفَرِيقًا حَقَّ} أي: وجبَ {عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} بمقتضَى القضاءِ السابقِ؛ أي: وخذلَ فريقًا.
{إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} تعليل لخذلانِهم.
{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} يدلُّ على أن الكافرَ المخطئ والمعاندَ سواءٌ في استحقاقِ الذنبِ. قرأ ابنُ عامرٍ، وعاصمٌ، وحمزةُ، وأبو جعفرٍ: (وَيَحْسَبُونَ) بفتح السين، والباقون: بكسرها (?).
...
{يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)}.
[31] قالَ أهلُ التفسير: كان بنو عامرٍ يطوفونَ بالبيتِ عُراة، فأنزلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ} (?) لباسَكُم.
{عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} كُلَّما صلَّيتم أو طُفْتم، وفيه دليلٌ على وجوبِ سترِ العورةِ في الصلاةِ، والحكمُ كذلكَ بالاتفاق.
{وَكُلُوا} اللحمَ والدسمَ.
{وَاشْرَبُوا} اللبنَ؛ لأن طائفةً كانوا في حَجِّهم لا يأكلونَ إلا قوتًا.
{وَلَا تُسْرِفُوا} في شيءٍ ما.
{إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} أي: لا يرضَى فعلَهم، وفي معنى قوله