- فضلاً عن غيرهم من أمم الأرض - ووقعوا في أنواع شتى من هجر القرآن؛ كهجر تلاوته، والاستماع إليه، وتعلمه وتعليمه، وتدبره، والعمل به، والاستشفاء به، والتحاكم إليه، والدعوة إليه ...
وإن الاشتغال بالقرآن العظيم؛ والتعريف به، ونشره، وتحبيبه إلى النفوس، وتشويق الأفئدة إليه، والتبصير به ولفت الأنظار إليه، والتحذير من هجره، وإقامة الحجة به على الآخرين، لمن أفضل ما يشتغل به، وتنفق فيه الأوقات، وتبذل فيه الأموال، ويضحى فيه بالمهج.
وإن من توفيق الله تعالى للشيخين الفاضلين / أبي عبد الرحمن محمود بن محمد الملاح وأبي أنس محمد بن فتحي آل عبد العزيز أن وجدا أنفسهما مشدودين ومندفعين في تحذير المسلمين من هجر القرآن الكريم, فنالا هذا الشرف في تأليف كتابهما القيم: (فتح الرحمن في بيان هجر القرآن) وهو بحقٍ أول كتاب تطرَّق لهذا الموضوع بالتفصيل حسب علمي، وقد أفدت منه إبان إعدادي لرسالة الدكتوراه: (هجر القرآن العظيم: أنواعه وأحكامه) فجزاهما الله خيراً، وجعله في موازين أعمالهما يوم القيامة.
وصلى الله على نبينا الكريم وآله وصحبه أجمعين
كتبه د / محمود بن أحمد الدوسري
الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
حرر في 5/ 6 / 1429 هـ