فإنه أصل علوم الدين، بخلاف ما يفعله كثير من أهل البدعة من الأعاجم وغيرهم، حيث يشتغل أحدهم بشيء من فضول العلم: من الكلام، أو الجدال والخلاف، أو الفروع النادرة، أو التقليد الذي لا يحتاج إليه، أو غرائب الحديث التي لا تثبت ولا ينتفع بها، وكثير من الرياضات التي لا تقوم عليها حجة، ويترك حفظ القرآن الذي هو أهم من ذلك كله، فلابد في هذه المسألة من التفصيل، والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه، والعمل به، فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين) (?).

خامساً: الغزو الفكري والحرب المعلنة ضد القرآن:

لما عجز أعداء الله عن السيطرة على بلاد المسلمين عن طريق الغزو العسكري، إذا بهم يلجؤون إلى حيل ماكرة، وطرق ملتوية؛ للقضاء على الإسلام والمسلمين عن طريق الغزو الفكري، وركزوا على إبعاد المسلمين عن كتابهم - القرآن الكريم - الذي منه يستمدون منهجهم، وأسلوب حياتهم،

ويتضح ذلك من خلال تصريحات الأعداء المعلنة ومنها:

ما قاله جلادستون - رئيس وزراء إنجلترا - وقد وقف في أواخر القرن الماضي في مجلس العموم البريطاني، وقد أمسك بيده القرآن المجيد وصاح في أعضاء البرلمان قائلاً: (إن العقبة الكؤود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد المسلمين هي شيئان، ولابد من القضاء عليهما مهما كلفنا الأمر: أولهما: هذا الكتاب، وسكت قليلاً، بينما أشار بيده الأخرى نحو الشرق، وقال هذه الكعبة) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015