بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد أنزل الله عز وجل كتابه الكريم ليكون نوراً وهدى للناس وأوجب على عباده تلاوته وتدبره والعمل به، وتحكيمه وصبغ حياتهم بأحكامه في جميع شؤونهم عقيدة وعبادة وشريعة وسلوكاً وأخلاقاً، ويوم تمسكت الأمة بالكتاب الكريم وعملت به دانت لها الدنيا وعاشت حياة العزة والقوة ودخل الناس في دين الله أفواجاً لينعموا بالعيش في ظلاله الوارف.
وما لبث الزمان يدور حتى فقدت الأمة عزتها وخسرت مكانتها، وأصبحت في ذيل الأمم؛ وما ظلمها الله ولكن كانت هي الظالمة حين أعرضت عن كتاب ربها وعنوان رقيها ورمز عزتها أعرضت عنه عملاً وتطبيقاً وأعرضت عنه تحاكماً وتحكيماً؛ وحق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل يوم القيامة: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (30) سورة الفرقان
وقد تناول المصلحون من العلماء والدعاة بالبحث والتحذير والنهي والترهيب حتى تعود الأمة إلى القرآن الكريم ومنهم صاحبا الفضيلة الشيخ / أبو أنس محمد بن فتحي آل عبد العزيز، والشيخ / أبو عبد الرحمن محمود بن محمد الملاح في كتابهما المبارك (فتح الرحمن في بيان هجر القرآن) والذي تضمن بياناً شافياً لحكم هجر القرآن وأنواع الهجر وجمعا فيه أقوال أهل العلم في هذه المسألة المعتمدة على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة.