فتلك هي الحجة للتنصل من أحكام الله تعالى، وأوامر رسوله - صلى الله عليه وسلم - وترك العمل بالقرآن، وتنحيته عن واقع الناس.

إنه التقليد الأعمى والجمود، بل هو الكفران والجحود.

لو نظرت - أخي الحبيب - إلى واقع الناس اليوم لوجدت ذلك واضحاً جلياً في كثير من النماذج والصور لهجر العمل بالقرآن الكريم بسبب العادات والتقاليد منها على سبيل المثال: قضية التبرج والسفور التي أصبحت سمة من سمات نساء هذا العصر حتى أصبح الحجاب غريباً بين نساء المسلمين. فلو دعوت إحداهن إلى الحجاب والطهر والعفاف لتعللت بأن النساء كلهن على هذا، أو أنها لم تقتنع به! أو أنه يخالف العصر والتقدم!! وغيرها من حيل الشيطان.

ثانياً: الخوف على الدنيا والحرص عليها:

لقد كانت الحجة منذ القديم، في ترك العمل بالقرآن الكريم هي ما ذكره الله - جل وعلا - في محكم التنزيل وهو أصدق القائلين.

قال الله تعالى: {وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} (57) سورة القصص.

قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -:

(يقول تعالى مخبراً عن اعتذار بعض الكفار في عدم اتباع الهدى حيث قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي نخشى إن اتبعنا ما جئت به من الهدى وخالفنا من حولنا من أحياء العرب المشركين أن يقصدونا بالأذى والمحاربة ويتخطفونا أينما كنا.

قال تعالى مجيباً لهم: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا} يعني هذا الذي اعتذروا به كذب وباطل، لأن الله تعالى جعلهم في بلد أمين وحرم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015