أحسن مردوداً منكم، كنت كلما أتيت على قوله: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قالوا: "ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد" (?).

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: موضحاً حكمة اختيار سورة الرحمن لقراءتها على الجن (وقرأ عليهم (الجن) السورة التي فيها خطاب الفريقين (الإنس والجن) وتكليفهم ووعدهم ووعيدهم وهي سورة الرحمن) (?).

وقال أيضاً في موضع آخر في معرض حديثه عن مؤمن الجن هل يدخل الجنة أم لا؟

(الصحيح أن مؤمني الجن كمؤمني الإ نس يدخلون الجنة كما هو مذهب جماعة من السلف، لقوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (46 - 47) سورة الرحمن.

فقد امتن الله تعالى على الثقلين بأن جعل جزاء محسنهم الجنة، وقد قابلت الجن هذه الآية بالشكر القولي أبلغ من الإنس فقالوا: ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد، فلم يكن تعالى ليمتن عليهم بجزاء لا يحصل لهم، وأيضاً فإنه إذا كان يجازي كافرهم بالنار وهو مقام عدل فلأن يجازى مؤمنهم بالجنة وهو مقام فضل بطريق الأولى والأحرى) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015