عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس) (?).
لم تكن علة سجود المشركين مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - تلك المقالة التي يقولون أن الشيطان ألقاها على لسان رسول الله وهو يتلو القرآن (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى) (والغرانيق): الطير البيض المعروفة، واحدها: غرنوق، ويزعمون أن الأصنام ترتفع إلى الله كالطير البيض فتشفع عنده لعابديها، قبحهم الله ما أكفرهم، ومسألة الغرانيق مع استحالتها شرعاً، ودلالة القرآن على بطلانها لم تثبت من طريق صالح للاحتجاج، وصرح بعدم ثبوتها خلق كثير من علماء الحديث كما هو الصواب. قال ابن كثير: إنه لم يرها مسندة من وجه صحيح. وقال الشوكاني: لم يصح شيء من هذا، ولا يثبت بوجه من الوجوه، وعن البزار أنها لا تروى بإسناد متصل، وعن البيهقي أنه قال: هي غير ثابتة من جهة النقل، وقال ابن خريمة هذه القصة من وضع الزنادقة) (?).
سبحان الله العظيم! لم يتمالك المشركون أنفسهم عندما تلا النبي - صلى الله عليه وسلم - على مسامعهم سورة النجم كاملة إلا أن يخروا سجداً لله رب العالمين؛ وذلك لبلاغة القرآن وتأثيره على نفوسهم.
فما بال المنتسبين إلى هذا الدين يسمعون القرآن ولا يحرك فيهم ساكنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.