لقد هجر القرآن تحاكماً .. ووقع المنكر الأعظم .. وذلك بتنحية كتاب الله عن الحكم بين الناس، واتهام الشريعة الإسلامية بالضعف والعجز والقصور والتخلف والرجعية .. وحل محلها القانون الوضعي وأقوال الرجال تحكم في الدماء والأموال والأعراض!!
لقد هجر القرآن استشفاءً وتداوياً .. ولجأ بعض الناس إلى السحرة والعرافين والدجالين يطلبون منهم الشفاء والدواء لأمراضهم!!.
ومن أجل هذا كله؛ استعنا بالله وحده في جمع مادة هذا الكتاب رغبة في الأجر، ونصحاً للأمة، وتحذيراً من هجر القرآن، وبيان عواقبه في الدنيا والآخرة لعله يكون دافعاً إلى العودة إلى القرآن الكريم مصدر العز والشرف والسيادة
ولقد اتبعنا منهجاً مرضياً - إن شاء الله - في جمع مادة هذا الكتاب، وقد جمعنا أقوال أهل العلم السابقين والمعاصرين ونسقنا بينها ورتبناها، وقد عزونا كل نقل إلى مصدره في هوامش الكتاب؛ مكتفين بذلك عن ثبت المراجع في آخر الكتاب.
ولم نتدخل بأسلوبنا إلا في النزر اليسير إذا اقتضى الحال، وذلك لبيان غامض أو شرح ما خفي على القارئ، وقد عزونا الآيات القرآنية إلى مواضعها من كتاب الله موضحين اسم السورة، ورقم الآية، وخرجنا الأحاديث النبوية، ووضحنا درجتها من الصحة أو الضعف، معتمدين - في الغالب - على كتب علامة الشام ومحدث ديار الإسلام الشيخ / محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -؛ وذلك لسهولة التعامل مع كتبه والأخذ منها.
لقد سمينا الكتاب بعد مشورة الإخوان (فتح الرحمن في بيان هجر القرآن).