أن كلًا من الألفاظ الثلاثة مغايرٌ لكلٍ من الآخريْنِ، إذِ الأول ميزان الدنيا، والثاني ميزان الآخرة، والثالث ميزان العقل.
فإن قلتَ: قولُه " أَلأَ تَطْغَوْا فِي المِيزَانِ " أي لا تجاوزوا فيه العدل، مُغْنٍ عن الجملتين المذكورتين بعده؟!
قلتُ: الطغيانُ فيه: أخذ الزائِد، والِإخسارُ: إعطاء الناقص، والقسطُ: التوسط بين الطرفين المذمومين.
2 - قوله تعالى: (فَبِأَيِّ الَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)
ذُكر هنا إحدى وثلاثين مرَّة، ثمانيةٌ منها ذُكرت عَقِب آياتٍ، فيها تعداد عجائب خلقِ الله، وبدائع صنعه، ومبدأ الخلق ومعادهم.
ثم سبعة منها عقب آياتٍ، فيها ذكرُ النار وشدائدها، بعدد أبواب جهنم، وحسن ذكر الآلاء عقبها، لأن من جملة الآلاء، دفعُ البلاء وتأخير العقاب. وبعد هذه السبعة ثمانية، في وصف الجنتين وأهلهما، بعددِ أبواب الجنة. وثمانيةٌ أخرى بعدها في الجنتين، اللتيْن هما دون الجنتين