قاله هنا وبعدُ، وليس بتكرارٍ، لأن الأول متعلق بترك الطاعة إلى المعصية، والثاني بالشركِ بالله.
5 - قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا ليَعْبُدُونِ) .
لا ينافي ذلك عدم عبادة الكافرين، لأن الغاية لا يلزم وجودُها، كما في قولك: بريتُ القلم لأكتب به، فإنك قد لا تكتب به، أو لأن ذلك عامٌ أُريد به الخصوص، بدليل قوله. نعالى " ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً مِن الجنِّ والإِنس " ومَنْ خُلِق، لجهنم لا يكون مخلوقاً للعبادة.
6 - قوله تعالى: (مَا أُرِيدُ مِنهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) .
فإن قلتَ: ما فائدةُ تكرار لفظ " ما أريد "؟
قلتُ: فائدته إفادةُ حكمٍ زائد على ما قبله، إِذِ المعنى ما أريد منهم أن يطعموا أنفسهم، وما أريد منهم أن يُطعموا عبيدي، وإنما أضاف تعالى الإِطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيالُه وعبيدُه، ومن أطعم عيال غيره فكأنه أطعمه، ويؤيده خبر " إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني "، أي استطعمك عبدي فلم تطعمه.
" تمْت سورة الذاريات "