58 - قوله تعالى: (تِلْكَ أمَّة قَدْ خَلَتْ. .)
ذكَرها مع أَنَّ مضمونَها معلومٌ لِكل مميِّز، للتنبيه على عِظَم العصيان واجتنابه، كما أنَّ قوله " لكُمْ دينكُم وليَ دين " ذُكر مع أنه معلومٌ، للتنبيه على أن الكفر ممَّا يعود بسوء العاقبة عليهم، وكرَّرها مبالغة في النصح، أو لأن " الأمَّة " في الأولى للأنبياء، وفي الثانية لأسلاف اليهود والنصارى. أو لأن الخطاب في الأولى لهم، وفي الثانية لنا تحذيراً عن الِإقتداء بهم.
59 - قوله تعالى: (ومَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتي كنْتَ عَلَيْهَا. .)
إِن قلتَ: كيف قال " إِلّاَ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبعُ الرَّسُولَ " وهو لم يزل عالماً بذلك؟
قلتُ: هذا ونحوُه باعتبار التعلُّقِ، والمعنى: ليتعلَّق علْمُنا به موجوداً، أو المعنى: ليعلمَ رسولنا والمؤمنون، لأنهم أخصَّاؤه. أو لتميّز الثابت عن المتزلزل، كقوله " لِيَمِيزَ اللَّهُ الخَبِيثَ مِن الطَّيِّبِ ".
60 - قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ. .) .