وقد عثرت في " المكتبة المحمودية " بالمدينة المنوَّرة، على نسخةٍ مخطوطة، لهذا السِّفر القيم، كما رأيت في مكتبة " جامعة أمٍ القرى بمكة المكرمة، نسخةً مخطوطة أخرى لهذا الكتاب النفيس، ولكنها قد طُمست منها بعض العبارات، وقد اعتمدت عليها في تحقيق هذه المخطوطة، وقد اتضح لي نقص بعض الصفحات فيها، فاستعنت بالنسخة المصوَّرة من إسبانيا، التي اهديت إلى جامعة أم القرى تحت رقم 1385 من الجامعة الِإسلامية، أطلعني عليها بعض الإِخوة المسئولين في قسم المخطوطات، كما اطلعت على نسخةٍ أخرى في مكتبة " الحرم المكيّ " الشريف، وقد ساعدتني واستفدت منها للمقارنة بين النسخ الثلاث، عند غموض بعض العبارات، أو سقوطها، وأما ما طُبع من هذا الكتاب " فتح الرحمن " على هامش التفسير المسمًى " السراج المنير " للخطيب الشربيني فلم يكن كاملاً، وإِنما هو لبعض سورٍ كريمة، من أول سورة البقرة إلى نهاية سورة التوبة، وليس فيه شي " من التحقيق العلمي، الذي ينشده الباحث، ويسعى إليه المحقّق.
وقد عملتُ عند تحقيق هذه المخطوطة، على ترقيم الآيات فيها، في كل سورةٍ من السور التي تناولتها، ليسهل على القارىء فهمُها واستيعابها، كما نبًهتُ إلى مكان الآية ورقمها في الآيات التي استشهد بها المؤلف، ووضعت بعض التعليقات الهامَّة في الحاشية، لا سيما إذا أتى المؤلف برأيٍ مرجوحٍ، أو قولٍ غريب في تفسير الآيات الكريمة، يخالف ما ذهب إليه الأئمة المحققون من أهل التفسير.
وإنني أحمد الله عزَّ وجل أن يسر لي الطريق، وذلَّل الصعاب، لِإتمام هذا العمل المفيد، وأشكر " دار القرآن الكريم " لصاحبها الأخ الفاضل الأستاذ محمد بسام الأسطواني على جهودها في إخراج هذا السِّفر القيم، بهذا الرونق القشيب، كما أشكر جميع الِإخوة الذين ساعدوني في تحقيق هذه المخطوطة، ولا يفوتني أن أخصّ بالشكر الأخ الفاضل الوجيه الشيخ " عبد الله أبو الحسن " الذي ساهم بطباعة هذا الكتاب على نفقته