قلتُ: بل ومن الجن أيضاً على قول الضحاك ومقاتل، أنه أُرسل إليهم رسل، وأمَّا على قول غيرهما بمنع ذلك، فالمرادُ برسل الجنِّ، الذين سمعوا القرآن من النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ولَّوْا إلى قومهمِ منذرين، كما قال تعالى: (وإذْ صَرَفْنا إليكَ نَفَراَ من الجنِّ يستَمعونَ القرآنَ. .) الآية.

41 - قوله تعالى: (قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُم الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِم أَنَّهُم كانُوا كافِرِينَ)

كرَّرَ شهادتهم على أنفسهم، لاختلافها باختلاف المشهود به، لأن الأولى شهادتهم بتبليغ الرسل إليهم، والثانية شهادتهم بكفرهم.

فإن قلتَ: شهادتهم بكفرهم تضمَّنتْ إقرارهم به، وهو منافٍ لجحدِهم في قوله حكاية عنهم " واللَّهِ رَبِّنَا ما كنَّا مُشْرِكينَ "؟!

قلتُ: مواقفُ القيامة مختلفة، ففي موقفٍ أقرُّوا، وفي آخر جحدوا.

أو المراد بشهادتهم: شهادةُ أعضائهم عليهم، حين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015