جاء تأنيساً له - صلى الله عليه وسلم - ووعداً بالنصر ووعيداً لأهل الكفر، وحقية نصر المؤمنين على الله لا تختص بالدنيا بل تعم الآخرة أيضاً فما في الآخرة من متناولات الآية.

(فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ) أي: بالمعجزات الواضحات، والحجج النيرات، على صدقهم في رسالتهم إليهم، فآمن بهم قوم وكفر بهم قوم، ويدل على هذا الإضمار قوله: (فَانْتَقَمْنَا) بالإهلاك في الدنيا (من الذين أجرموا) أي: فعلوا الإجرام وهي الآثام.

(وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) على الكافرين بإهلاكهم وإنجاء المؤمنين هذا إخبار من الله سبحانه بأن نصره لعباده المؤمنين حق عليه، وهو صادق الوعد، لا يخلف الميعاد، وفيه تشريف للمؤمنين ومزيد تكرمة لعباده الصالحين.

أخرج الطبراني، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والترمذي عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من مسلم يرد عن عرض أخيه إلا كان حقاً على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة، ثم تلا (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) "، وهو من طريق شهر (?) بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015