وقال ابن قتيبة لم يكتب ابن مسعود المعوذتين في مصحفه لأنه كان يسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين بهما فقدر أنهما بمنزلة " أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ".
قال أبو بكر بن الأنباري وهذا مردود على ابن قتيبة لأن المعوذتين من كلام رب العالمين المعجز لجميع المخلوقين، وأعيذكما الخ من كلام البشر، وكلام الخالق الذي هو آية لمحمد - صلى الله عليه وآله - وحجة له باقية على جماعة الكافرين لا يلتبس بكلام الآدميين فضلاً عن مثل عبد الله بن مسعود الفصيح اللسان العالم باللغة العارف بأجناس الكلام وأفانين القول.
وقال بعض الناس لم يكتب عبد الله المعوذتنين لأنه أمن عليهما من النسيان فأسقطهما وهو يحفظهما كما أسقط فاتحة الكتاب من مصحفه.
وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أنزلت عليّ الليلة آيات لم أر مثلهن قط، (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ".
وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ من عين الجان ومن عين الإنس، فلما نزلت سورة المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك ".
وعن ابن مسعود " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكره عشر خصال ومنها أنه كان يكره الرقي إلا بالمعوذتين " أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم وصححه.
وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من أحب السور إلى الله (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) " أخرجه ابن مردويه.
وعن عائشة قالت " إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث فلما اشتد وجعه كنت اقرأ