فَيحصل بإقامته مصلحَة كَبِيرَة يندرىء بهَا شَرّ كَبِير الْقسم الرَّابِع أَن يُقيم لحَاجَة خَاصَّة مُبَاحَة كالتجارة والعلاج فتباح الْإِقَامَة بِقدر الْحَاجة وَقد نَص أهل الْعلم رَحِمهم الله على جَوَاز دُخُول بِلَاد الْكفَّار للتِّجَارَة وأثروا ذَلِك عَن بعض الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم الْقسم الْخَامِس أَن يُقيم للدراسة وَهِي من جنس مَا قبلهَا إِقَامَة لحَاجَة لَكِنَّهَا أخطر مِنْهَا وَأَشد فتكا بدين الْمُقِيم وأخلاقه فَإِن الطَّالِب يشْعر بدنو مرتبته وعلو مرتبَة معلميه فَيحصل من ذَلِك تعظيمهم والإقتناع بآرائهم وأفكارهم وسلوكهم فيقلدهم إِلَّا إِن شَاءَ الله عصمته وهم قَلِيل ثمَّ إِن الطَّالِب يشْعر بحاجته إِلَى معلمه فَيُؤَدِّي ذَلِك إِلَى التودد إِلَيْهِ ومداهنته فِيمَا هُوَ عَلَيْهِ من الإنحراف والضلال والطالب فِي مقرّ تعلمه لَهُ زملاء يتَّخذ مِنْهُم أصدقاء يُحِبهُمْ ويتولاهم ويكتسب مِنْهُم وَمن أجل خطر هَذَا الْقسم وَجب التحفظ فِيهِ أَكثر مِمَّا قبله فَيشْتَرط فِيهِ بِالْإِضَافَة إِلَى الشَّرْطَيْنِ الأساسيين شُرُوط الشَّرْط الأول أَن يكون الطَّالِب على مستوى كَبِير من النضوج