وقال سبحانه: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (?) الآيات. بل هم إن لم يكونوا أشد من إخوانهم المشركين كفرا وعداوة لله ورسوله والمؤمنين فهم مثلهم، وقد قال الله تعالى لرسوله في المشركين: {فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ} (?) {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} (?) الآيات، وقال له: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (?) {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} (?) {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} (?) {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ} (?) {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} (?) {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (?) إن من يحدث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين بين الحق والباطل، بين الكفر والإيمان، وما مثله إلا كما قيل:

أيها المنكح الثريا سهيلا ... عمرك الله كيف يلتقيان

هي شامية إذا ما استقلت ... وسهيل إذا استقل يمان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015