وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره والإنسان بين التخيير والتسيير

فتوى رقم (5382) :

س: ما هو معنى الآيات {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (?) {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (?) {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} (?) {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (?) فلقد سمعت بعض أهل العلم يقول: إن معنى هذه الآيات السالفة الذكر أن الله سبحانه أعطى الإنسان مشيئة ثم تركه يختار لنفسه ما يشاء ولم يكن لله نعمة وتوفيق خص بهما من آمن، وخذلان خص به من كفر فهل هذا القول موافق لقول أهل السنة والجماعة؟ ما معنى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} (?) وغيرها من الآيات التي توضح أن الله لا يظلم عباده شيئا، ولقد سمعت بعض أهل العلم يفسر هذه الآيات بمعنى أن الله سبحانه عادل فلا يمكن أن يجعل أحدا من الناس كافرا ثم يعذبه على كفره، بل الإنسان هو الذي يبدأ في الكفر والله يزيده في كفره، ولا يمكن أن يبتدئ الله أحدا بالضلال، فهل هذا المعنى والتفسير للظلم المنفي عن الله صحيح؟ لقد قرأت ما كتبه ابن حزم الظاهري في القدر في كتابه [الملل والنحل] ، فهل ما قرره هو مذهب أهل السنة والجماعة أم مذهب الجبرية؟

ج: أولا: يجب على المسلم أن يؤمن بالقدر خيره وشره،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015