والذي لا يحفظ لسانه عما حرم الله، ولا يفكر في عاقبة كلمته، فإنه قد يقع في مهاوي ومهالك، ويكون ذلك دليلاً على ضعف تمسكه بالأخلاق والآداب الإسلامية.
والملتزم هو الذي يحفظ لسانه، فتراه إن تكلم لا يتكلم إلا بخير، وإلا سكت، فلا تسمع منه سباباً ولا قذفاً ولا عيباً ولا غير ذلك.
أما إن حذّر من منكر، أو عاب من يستحق العيب، أو شهَّر بإنسان يستحق التشهير، أو ذكر إنساناً بسوء للتحذير منه، أو ما أشبه ذلك، فإن هذا لا غبار عليه؛ بل هو من مكملات الالتزام والاستقامة على دين الله.
هذه جملة من الآداب والأخلاق التي جاءت مكملات الالتزام والاستقامة، ومن أراد التوسع فيها فليرجع إلى الكتب التي ألّفتَ في الآداب والأخلاق مثل: "الآداب" للبيهقي، "والآداب الكبرى" لابن مفلح، وكذلك: "أدب الدين والدنيا" للماوردي، وكذلك: "روضة العقلاء" لابن حبان، وغيرها من الكتب.
وصية وخاتمة
وفي الختام فهذه وصية خاصة لإخواني الدعاة إلى الله، وإلى كل مسلم ملتزم ومستقيم على أمر الله، فأقول لهم:
إننا في هذه الأزمنة كما تعرفون في غربة في الدين". وإن كان عدد الحضور للمحاضرات وغيرها كثيراً، ولكن إذا خرجنا إلى الأسواق وجدنا الكثير ممن ضعف تمسكهم والتزامهم بشرع الله، وهكذا لو دخلنا النوادي وجدنا الكثير والكثير، وهكذا المدارس الثانوية والجامعات والكليات وغيرها، فإن هناك مجموعات كثيرة ممن ضعف التزامهم وقلت استقامتهم. وهكذا إذا خرجنا في أطراف البلاد رأينا المتنزهين الذي خرجوا للنزهة ونصبوا الخيام، وهكذا أماكن تجمع العمل والشركات والورش وغيرها.
وهنا أطرح سؤالاً:
أليس لهؤلاء حق علينا؟!!
إذا رأينا كثرة هؤلاء الهالكين الذين هم على شفا جرف من الهلاك، ألسنا مسؤولين عنهم؟!!