هذه السبل التي كل منها عليه شيطان يدعو إليها ليس بالضرورة أن يكون شيطان جن؛ بل قد يكون من شياطين الإنس، وما أكثرهم في هذا الزمان وكل زمان، فهم يدعون إلى مخالفة صراط الله والابتعاد عنه.
إنهم يدعون إلى الطرق المنحرفة وإلى الطرق الملتوية.
فهذا يدعو إلى الغناء واللهو!
وذاك يدعو إلى الكسل الخمول!
وآخر يدعو إلى الزنا والعُهْر والفاحشة!
وآخر يدعو إلى التبرج والسفور!
ومنهم من يدعو إلى ترك العبادات، كترك الصلاة أو التخلف عن الجماعات!
وما أكثر من يستجيب لهم من ضعاف الإيمان!!
ولكن المستقيم والملتزم بشرع الله، والمتمسك تمسكاً قوياًّ، يستطيع أن يتفلت من هؤلاء إذا دعوه إلى أهوائهم وشهواتهم وإلى الطرق المنحرفة، وذلك لأن سير المسلم على هذا الصراط سير سريع لا يتمكن دعاة الضلال من إيقافه.
إن الشاب المسلم الملتزم بدين الله، والذي سار على صراط الله المستقيم، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق:
فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته الشيء الكثير من الأعمال الصالحة.
أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته نحو ربه ونحو صراط الله المستقيم فهنيئاً له الوصول إلى صراط ربه، المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف.
فعلى المسلم أن يضبط سيره ويضبط استقامته.
فإذا دعاك أهل الضلال إلى ترك الصلاة أو ترك الجماعات أو البخل وقالوا: أمسك عليك مالك حتى ينفعك وتستفيد منه، أو دعوك إلى ترك السنن والعبادات ونوافلها كالتهجد في الليل أو صيام التطوع وغير ذلك، فلا تلتفت واثبت في سيرك.
فهذا وصف الملتزم والمستقيم حقاًّ الذي لا يصده شيء عما هو قد هم به من الأعمال الصالحة.
أعمال الملتزم والمستقيم
ذكرنا فيما سبق أن الالتزام هو الاستقامة على الشرع والعمل به والاتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهذه هي حقيقة الالتزام.