فأنا مثلاً أجلس في المكتب لأتقبل الذين يأتون ويسألون ولكن الذين يسألون بواسطة الهاتف أو مشافهة غالب أسئلتهم لا تتعلق بالدين إنما تتعلق بالمعاملات أو بالطلاق ونحو ذلك. إذا وقع أحدهم في طلاق أو في ظهار أو في تحريم أو ما أشبه ذلك. بحث وسأل فطوال عمره _ عشرين سنة أو أكثر _ ما اهتم ولا سأل فلما وقع عليه الأمر أراد أن يسأل، لماذا بقيت على جهلك هذه السنوات حتى وقعت في هذا التحريم أو في هذا الظهار أو في هذا الطلاق أو في هذا الحلف الذي لم تف به فلو كنت عالماً أو متعلماً أو مهتماً بالعلم لما وقعت في هذا الجهل، هؤلاء الذين يأتون ويسألون عن وقائع وقعت بهم يقول أحدهم أنا حلفت بكذا أنا وقع مني كذا أنا أنذرت على أو ما أشبه ذلك إنما يسألون عن شيء ابتلوا به فقط ويحاولون التخلص منه. لماذا لم يسألوا من قبل؟ لماذا لم يتعلموا؟ لقلة الاهتمام. هل عندهم أشغال تقطعهم وتعوقهم، ليس الأمر كذلك بل الكثير منهم عندهم فراغ كثير بحيث إنهم يسألون أسئلة يقول بعضهم نحن عندنا وقت طويل عندنا فراغ ونمل من هذا الفراغ وإذا مللنا لا بد أن نشغل وقتنا هذا بشيء حتى نقطع الوقت عنا فنشتغل باللعب بالورق حتى إذا جاء وقت الصلاة قمنا. سبحان الله أما عندكم شغل غير هذا اللعب! لماذا لا تقرؤون القرآن؟ لماذا لا تتدارسونه بينكم؟ لماذا لا تحفظون كتاب الله هل منكم من حفظ القرآن عن ظهر قلب؟ يقولون لا نعرف. لماذا لا تتعلمون حتى تعرفوا. أليس عندكم أمور تهمكم؟ لماذا لا تتزاوروا في ذات الله وتتبادلوا النصيحة لماذا لا تزوروا العلماء وتبحثوا معهم وتسألوا؟ لماذا لا تقتنون كتب الدين وكتب العلم وتقرؤها، وتقضوا بها أوقاتكم، هذا الوقت الذي هو طويل عندكم كما تقولون سوف تجدون ما تقضونه به فلا عذر لكم بأن تبقوا على هذا الجهل إذن فنحن نقول لا عذر لأحد في البقاء على الجهل، سيما في هذه الأزمنة فقد توفرت والحمد لله الأسباب التي يزول بها الجهل.