وهناك أيضاً معصية أخرى وهي اللعب بالقمار ونحوه، فكثير من الناس ينهمكون طوال ليلهم في هذا اللعب إما بعوض وإما بغير عوض، فالذي بعوض هو الميسر الذي حرمه الله وقرنه بالخمر، والذي بغير عوض هو اللهو، فما الذي حمل أحدهم أن يشتري آلات اللهو ويملأ به بيته أو يسهر مع زملائه ومع أصدقائه من كل ليلة خمس ساعات أو ست ساعات وهو على هذا اللعب وعلى هذا اللهو في ضحك وقهقهة وفي لهو وباطل حتى يمضي نصف الليل أو أكثر وحتى لا يبقى إلا الوقت الفاضل الذي هو وقت نزول الرحمة ثم ينامون ويفوتهم الخير الكثير فلا شك أنهم على جهل ولو كان معهم علم لما استباحوا هذا الذي حرمه الله ونهى عنه وأكد النهي عنه ولكن الجهل داء قاتل وهو الذي أوقعهم في ذلك فإنهم مثلاً قد يفوتهم خيرً، ويقعون في شر، فالذي يفوتهم هو الذكر والقراءة والعبادة ونحوها، والذي يقعون فيه هو سماع المنكر والسهر المحرم وكذلك أخذ العوض المحرم، الذي هو المال الذي يبذلونه من نقود أو أموال ونحو ذلك، كذلك أيضاً ما قد يصحبهم من الملاهي ونحوها، فإن هذا كله بسبب الجهل، وهناك من انهمكوا في آلات اللهو فملؤوا البيوت من الأغاني أو آلات الغناء المحرمة التي يقصدون كما يزعمون بها التسلية والترفيه عن النفس وكما يقول تنشيط البدن والقلب، ولا شك أن هذا ليس بصحيح بل هو باطل فإن الغناء سماعاً أو رؤية أو مشاهدة سواء كان سماعاً من مغنِّ يتغنى به أو أن الإنسان نفسه يغني ويقرأ الشعر بترنم أو يسمعه من أشرطة أو من أفلام أو ما شابه ذلك لا شك أنه محرم ولهو لكن الذي أوقعهم فيه هو الجهل، وذلك لأنهم رأوا كثرة من يفعله وأعرضوا عن سماع النصائح ولم يشتغلوا بقراءة الكتب التي تحذره وتبين حكمه وادعوا أنه حلال فأنت تسأل العشرات فيقولون حلال مباح لا بأس به وكأنهم ما قرأوا شيئاً مع كثرة ما ينشر فيه، ومع كثرة ما يطبع وما ينشر من المؤلفات والكتب المتقدمة والمتأخرة، ولكن هؤلاء الذين وقعوا