معاص كثيرة سببها الإعراض عن العلم فالمعاصي لا يمكن دخولها الآن تحت الحصر ولكن نذكر بعض الأمثلة على وجه السرد والإيجاز فنقول:
ما شربت الخمور إلا بسبب الجهل، فكثير من الناس تعاطوا الخمور وادعوا أنها ليست ممنوعة، أو أنها ليست حراماً، وسموها مثلاً نبيذاً أو شراباً روحياً، وما أشبه ذلك، أو رأوا من يشربها واعتمدوا على أنها جائزة أو رأوها يتعامل بها أو تصنع فتعاطوها إما سراً وإما جهراً ولم يردعهم عن ذلك رادع ولو عرفوا مافي القرآن الكريم لعرفوا أنها محرمة غاية التحريم، ولكن بسبب الجهل والإعراض عن أحكام الشريعة وقعوا فيما وقعوا فيه.
كذلك مثلاً فشا شرب الدخان، الذي هو مصيبة الزمان وحادثة كبيرة في هذه الأزمنة وهو الذي لا نفع فيه ولا شفاء ولا سلوه ولا أية عذر يبيحه وإنما هو تسويل من الشيطان، ودعوة من أعداء الله دعوة إليه حيث لهم فيه مصلحة وحيث أن للمسلمين فيه مضرة لأجل ذلك وقع الكثير فيه فما الذي أوقعهم فيه؟ هو الجهل. وذلك لأنهم جهلوا مضاره الكثيرة التي كتب العلماء فيها وجهلوا حكمه ورأوا كثرة من يشربه ومن يتعاطا ومن يتبادله فاحتجوا بذلك وما علموا أن الباطل باطل وإن كثر أهله (لا كثرهم الله) ولو كانوا على علم لما وقعوا في مثل هذا الشيء وأكثر منه.