دعاني، وسد الباب دوني فهل إلى دخولي سبيل؟ بينوا لي قضيتي
قضى بضلالي، ثم قال: ارض بالقضاء،
فهل أنا راض بالذي فيه شقوتي؟!
فإن كنت بالمقضي – يا قوم – راضياً
فربي لا يرضى بشؤم بليتي
وهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي
فقد حرت، دلوني على كشف حيرتي
إذا شاء ربي الكفر مني مشيئة فهل أنا عاص في اتباع المشيئة؟
وهل لي اختيار أن أخالف حكمه؟ فبالله فاشفوا بالبراهين غلتي
ثم إن شيخ الإسلام أجابه نظماً، وهو جالس في مجلسه، فأخذ القلم وجعل يكتب الجواب وهم حاضرون، فظنوا أنه يكتب نثراً، فإذا هو يكتب نظماً على نمط ذلك السؤال! فنظم في مجلسه مائة وثلاثين بيتاً على نمط تلك القصيدة التي نظمها ذلك الشاعر الذمي!
والقصيدة موجودة في مؤلفات شيخ الإسلام، أولها قوله:
سؤالك – يا هذا – سؤال معاند مخاصم رب العرش باري البرية
فهذا سؤال خاصم الملأ العلا -قديماً- به، أبْليسَ أصْلُ البَلِيَّةِ
ومن يك خصماً للمهيمن: يرجعن على أُمِّ رأْسٍ، هاوياً في الحُفَيْرَةِ
وتدعي خصوم الله – يوم معادها إلى النار، طرا معشر القدرية
سواء نفوه أو سعوا ليخاصموا به الله أو ماروا به للشريعة
إلى أن قال في آخرها:
فدونك علماً بالذي قد أجبت من معان إذا انحلت بفهم غريزة
أشارت إلى أصل يشير إلى الهدى، ولله رب الخلق، أكمل مدحتي
وقد طبعت هذه القصيدة في المجلد الثامن من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، وطبعت أيضاً في ترجمة شيخ الإسلام: (العقود الدرية في مناقب الشيخ ابن تيمية) لابن عبد الهادي، وتوجد أيضاً في غير ذلك.
ثم إن شيخنا عبد الرحمن بن محمد الدوسري رحمه الله، نظم أيضاً على نمطها أبياتاً أخصر منها متضمناً لمدلولها.