والغَبْطُ: أن يتمنى أن يكون له مثلها ولا يتمنى زوالها عنه (لسان العرب لابن منظور 3/148-149) .
واصطلاحاً: هو تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يَصِرْ للحاسد مثلها. أو تمني عدم حصول النعمة للغير.
حقيقة الحسد:
وحقيقة الحسد أنه ناتج عن الحقد الذي هو من نتائج الغضب.
أدلة إثبات الحسد من القرآن والسنة
أولاً: الأدلة من القرآن:
· قال الله تعالى: ((ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم)) (البقرة:109) ، وهذا تحذير للمؤمنين عن طريق اليهود الذين يحاولون رد المؤمنين إلى الكفر، يحملهم على ذلك الحسد الدفين في أنفسهم لما جاء هذا النبي من غيرهم، فحسدوا العرب على إيمانهم، وحاولوا أن يردوهم كفاراً ولكن الحق واضح فتمسكوا به.
· وقال تعالى: ((أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)) (النساء:54) . وذلك هو حسدهم النبي صلى الله عليه وسلم على ما رزقه الله من النبوة العظيمة، ومنعهم الناس من تصديقهم له حسداً له لكونه من العرب، روى الطبراني عن ابن عباس في قوله ((أم يحسدون الناس)) ، قال: نحن الناس دون الناس. يعني: إننا معشر العرب أو معشر قريش نحن الناس المذكورون في هذه الآية، ولا شك أن هذا ذم لهم على هذه الخصلة، وهي الحسد الذي حملهم على إعمال الحيلة في صد الناس عن الحق المبين.
· وقال تعالى: ((ومن شر حاسد إذا حسد)) (الفلق:5) ، فالحاسد هو الذي يتمنى زوال النعمة عن أخيه المحسود، ولابد أنه سوف يبذل جهده في إزالتها إن قدر، فهو ذو شر وضرر بمحاولته وسعيه في إيصال الضرر، ومنع الخير.
· وقد حكى الله تعالى أمثلة من الحسد كقصة ابني آدم فإن أحدهما قتل أخاه حسداً لما تقبل قربانه، فأوقعه الحسد في قتل أخيه بغير حق، وكقصة إخوة يوسف في قولهم: ((ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا)) (يوسف:8) . ثم عملوا على التفريق بينه وبين أبيه بما فعلوا.