إن المحرمات المتمكنة في الأمة كثيرة، وإن المسلم ليحذر أن يركن إلى شيء منها فيكون من أهل العقوبات، وقد وردت الأدلة في ذكر أنواع السيئات للتحذير منها ولعقوبتها ولشدة العذاب عليها. فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات)) قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات)) . متفق عليه.
وذلك لأن هذه السبع قد ذكر الله عليها عقوبات شديدة، ونأتي على ذكر كل واحدة من هذه المعاصي باختصار فنقول:
أولاً الشرك بالله:
لقد ذكر الله تعالى الشرك في قوله تعالى: ((إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)) . (سورة المائدة، الآية: 72) .
وقال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) . (سورة النساء، الآية: 48) .
وفي الحديث عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟)) ثلاثاً: ((الإشراك بالله.. .. ..)) الحديث، (متفق عليه) .
والشرك ينقسم إلى قسمين: شرك أكبر وشرك أصغر. وكل منهما له أقسام.
والشرك الأكبر مخرج من الملة وهو الذي لا يغفره الله عز وجل، وصاحبه مخلد في النار أبد الآبدين.
أما الشرك الأصغر فإنه ليس يخرج من الملة ولكن صاحبه على خطر عظيم.
وهنا ننبه على أنواع من الشرك الأكبر المنتشرة على سبيل الاختصار:
فمن الشرك الأكبر الذبح والنذر لغير الله.
ومن الشرك الأكبر السحر والكهانة والعرافة.
ومن الشرك الأكبر اعتقاد النفع في أشياء لم تشرع كاعتقاد النفع في التمائم والعزائم ونحوها.