فغير صحيح؛ فإن أغلب الصوفية؛ سيما المتأخرين لهم شطحات خاطئة لا يجوز شرعاً اتباعهم فيها، فقد ظهر بُعْدُهم فيها عن الصواب، ولهم أيضاً طرق وأحوال مبتدعة: كالسماع، والرقص، والخلوة الطويلة، والبعد عن العلم والعلماء، والاستغناء عن الوحي بالأوهام، وحديث النفس الذي يخيل أنه وحي إلهام، فكيف يسوغ اتباعهم في هذه البدع ونحوها؟ وبأي نص أمرنا بذلك؟ مع العلم بأن الاتباع إنما يجب للرسول صلى الله عليه وسلم لأنه المبلغ عن الله، وقد ورد الأمر بذلك، كما في قوله تعالى: ((واتبعوه لعلكم تهتدون)) (الأعراف:158) . وقال تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)) (آل عمران:31) . وأن يطاع ويُتَّبع المخلوق، متى وافق أمر الله ورسوله، فيكون اتباعه خاصاً بما بلغه مما تحمله عن الله ورسوله، فالطواعية والاتباع في الحقيقة لله ورسوله، فمتى خالف المخلوق -مهما كانت مرتبته- صريح الكتاب والسنة، وجب طرح قوله، والرجوع إلى شرع الله، كما في قوله تعالى: ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) (النساء:59) .
سابعاً: شطحات شنيعة بعضها من أعظم الكفر وأشنعه:
ثم قال الكاتب:
[قال الإمام الأكبر، محي الدين ابن العربي رضي الله عنه: من لم يأخذ الطريق عن الرجال، فهو ينقل من محال إلى محال] .
نقول:
لا عبرة بالقائل ولا بما قال، فإن ابن عربي هذا مشهور بأنه اتحادي، يقول باتحاد، الخالق والمخلوق، وهو أعظم الكفر وأشنعه، وقد صرح بذلك في كتابيه: (فصوص الحكم) و: (الفتوحات المكية) وغيرهما من مخالفة الرسل صريحاً، ومدح الكفار والمشركين، وتصويب ما هم عليه.