لا شك أن الأحلام تكثر وتقع في النوم في غالب الأحوال، ولكن لا ينبغي الاهتمام بها، فقد ورد في الحديث: "الرؤيا على رِجْلِ طائر حتى تُعْبَر فإذا عُبِرَتْ وقعت". وورد أيضاً: "فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وشر الشيطان، وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحداً، فإنها لن تضره".
فإذا كانت أحلاماً غريبة، فهي من الأضغاث، ففي الحديث: "الرؤيا من الله والحلم من الشيطان".
ولا يجعلها المسلم أكبر ما يهمه، بل عليه أن يتغافل عنها ويحدث نفسه بما يهمه من أمر دينه أو دنياه، ويعلم أن الله تعالى قد عفى عن التخيلات وحديث النفس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم".
وقد وقعت الأوهام لكثير من الصحابة، حتى قال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم: "إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يَخِرَّ من السماء أحبُّ إليه من أن يتكلم به". وفي رواية: "قالوا إنَّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: "وقد وجدتموه؟! ". قالوا: نعم! قال: "ذاك صريح الإيمان". وفي رواية: أنه سئل عن الوسوسة، قال: "تلك محض الإيمان". ونحو ذلك من الأحاديث، التي في صحيح مسلم وغيره.
وحيث إنها لا تضر الإيمان، فإن على المؤمن أن يجعل فكره وحديثه فيما بين يديه، فقد ورد في الأثر: تفكروا في المخلوق، ولا تفكروا في الخالق. وعلى المسلم أن يكثر من الدعاء بالصلاح والثبات والاستقامة، وأن يكثر من ذكر الله وعبادته وتلاوة كتابه، ويبتعد عن الآثام والسيئات التي يتسلَّط بها الشيطان على المسلم، والله أعلم.
علاج الخواطر الشيطانية
وسئل فضيلته:
* ترد على خاطري أحياناً هواجس وخواطر، أخاف أن تخرجني عن ديني، فماذا أفعل تجاهها؟ وهل علي إثم في ذلك؟
فأجاب: