وذلك أن توحيد الربوبية قد أقر به المشركون ولم يعصم دماءهم وأموالهم حيث عبدوا مع الله غيره، فلذلك أمر الله بقتالهم، بقوله تعالى: ((فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)) (التوبة:5) . فإذا تابوا من هذا الشرك وعبدوا الله وحده وجب الكف عنهم. والله أعلم.
دلالة التضمن في توحيد الألوهية
وسئل حفظه الله:
* يقول شارح كتاب "العقيدة الطحاوية": بل التوحيد الذي دعت إليه الرسل، ونزلت به الكتب، هو توحيد الإلهية المتضمن توحيد الربوبية. هلاّ بيّنتهم لنا دلالة التضمن؟
فأجاب:
كون الشيء في ضمن غيره يسمى تضمناً، نقول: إنه لا يمكن أن يعبد الله بتوحيد الألوهية؛ إلا بعد ما يعترف بأن الرب هو الخالق المتصرف وهذا هو توحيد الربوبية.
فتوحيد الربوبية في ضمن توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية كأنه الدافع إلى توحيد الألوهية؛ فالتضمن معناه: الاشتمال عليه، وكونه في ضمنه.
فالأصل في التكليف، أن الله أمرنا بتوحيد الألوهية، ولكن جعل توحيد الربوبية دليلاً عليه.
كيف نرد على أهل النظر
وسئل يحفظه الله:
* كيف نرد على أهل النظر "أن للعالم صانعين" عن طريق العقل والنقل؟ .
فأجاب:
أما عن طريق العقل: فبدلالة التمانع، وهي أنه لو كان للعالم إلهان خالقان؛ فأراد أحدهما تحريك شيء، وأراد الآخر تسكينه.
* فإما أن يحصل مرادهما وهو ممتنع عقلاً.
* وإما ألا يحصل مراد أحدهما وهو مستحيل، ويستلزم عجزهما.
* وإما أن يحصل مراد واحد منهما!!
فالذي لا يحصل مراده عاجز؛ لا يصلح أن يكون إلهاً، ولا أن يكون خالقاً، فدل ذلك على أن الخالق واحد ليس له من يزاحمه في التصرف، وهذه هي الدلالة العقلية.
وأما الدلالة السمعية (أي الأدلة النقلية وهي الكتاب والسنة) : فالآية الكريمة: ((لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)) (الأنبياء:22) . ونحوها من الآيات.
الفرق بين التكلم والخبر
وسئل وفقه الله تعالى: