ƒـ[أستاذي الفاضل أهداني جدي قبل وفاته شجرة جوز من الأشجار الموجودة في أرضه، مع العلم أنه أهداني إياها لأني طلبتها منه وكنت أنا الذي أعتني به فما رد لي طلبي، لكن بعد وفاته قسمت أرضه فكانت هذه الشجرة بأرض أبناء عمي مع العلم سيدي أن شجر الجوز يكبر كثيراً ويأخذ مساحة، فما تنصحني سيدي هل أبقيها لي أم ماذا؟
وجزاكم الله عني كل خير.]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام جدك قد وهب لك تلك الشجرة وتمت حيازتها من قبلك فإنها تعتبر ملكا لك تتصرف فيها تصرف المالك في ملكه، والذي ننصحك به بعد تقوى الله عز وجل أن لا يكون في تصرفك ما يسبب الضرر بأبناء عمك وجيرانك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ وغيره، وإذا لم ترد الاحتفاظ بها وإبقاءها عندك وأردت بيعها لأجنبي فهم أحق بها من غيرهم.
وأما تمدد الشجرة وطولها فليس من الضرر المعتبر شرعا؛ إلا إذا تمددت وزادت عن الأرض المخصصة لها عادة فيقطع ما خرج وزاد عن المعتاد لأن شأن الأشجار التمدد مع مرور الوقت، قال ابن عاصم المالكي في تحفة الحكام:
ومن تكن له بملك شجرة أغصانها عالية منتشرة
فلا كلام عند ذا لجارها لا في ارتفاعها ولا انتشارها
وكل ما خرج عن هواء صاحبها يقطع باستواء
وإن تكن بملك من ليست له وانتشرت حتى أطلت جله
فما لرب الملك قطع ما انتشر لعلمه بأن ذا شأن الشجر
وإذا أردت أن تخففها من تلقاء نفسك والإحسان إلى جارك وأبناء عمك فلا شك أن ذلك أفضل وأقرب للتقوى.
والله أعلم.
‰08 جمادي الأولى 1427