ƒـ[لدي سؤال قد أرقني ورغبت أن أعرف الحكم الصحيح فيه.. وسؤالي هو.. أن أختي ومنذ فترة قرابة عامين بدأت تقلل من شعر حواجبها.. وتقول السبب في ذلك في أنها تعيش حالة توتر.. وهو الأمر الذي أشك فيه.. كوني أعاني من توتر مزمن منذ 6 سنوات ولم أتعالج منه.. وهو ما سبب لي نوعا من فقدان السيطرة والبدء في نتف شعر رأسي.. وهو أمر جلي ومعروف لدى عائلتي.. ولكن أختي لا تعاني منه.. على حد علمي.. حيث إنها بدأت بالنتف وبالتحديد بعد أن قام أخي بالتعليق على شكل حواجبها مزاحا.. وقد أخذت الموضوع وبشكل جدي.. وتسترت تحت غطاء \\\"التوتر النفسي\\\"!
فحالتي مخالفة لحالتها كوني أنتف شعر رأسي وبشكل مستمر.. ولكنها تأخذ وتزين شكل حواجبها مرة كل شهر \\\"تقريبا\\\" ... !!!
فسؤالي هو.. هل يعتبر ما تقوم به أختي من أنواع النمص؟! رغم أنها على دراية تامة بأنه حرام ولا يجوز.. ولكنها تقول لي أنها تقوم بذلك لا إراديا!! فهي تستخدم الملقط لنزع شعر حواجبها.. أما من لديه التوتر المزمن الذي أعاني منه يستخدم أصابع يده.. فموقفها غير جلي بالنسبة لي.. ولا أريد أن أظلمها.. ولكن موقفها غير واضح ولست مقنتعة بتلك الحجة..
وللعلم هي عمرها 18 عاما وعمري 23 عاما.. فلا أدري.. كيف أتعامل معها؟ وهل ما تقوم به يعتبر نمصا؟! رغم أنها تغطي وجهها!
جزاكم الله خيرا]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى. والحديث في الصحيحين والسنن فهو صحيح.
وروى أبو داود في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعنت الواصلة والمستوصلة والنامصة والمتنمصة والواشمة والمستوشمة من غير داء. قال الحافظ في الفتح: والمتنمصة التي تطلب النماص، والنامصة التي تفعله، والنماص: إزالة شعر الوجه بالمنقاش، ويسمى المنقاش منماصا لذلك، ويقال إن النماص يختص بإزالة شعر الحاجبين لترقيقهما وتسويتهما.
وسبب تحريم هذا الفعل مشار إليه في الحديث نفسه وهو: محاولة تغيير خلق الله تعالى، وفي ذلك نوع اعتراض على أمر الله تعالى، وعدم الرضا بما فعل.
كما أن في النمص أيضا غشا وخداعا حيث تبدو المرأة للخاطب -مثلا- كأنها رقيقة الحاجبين خلقة، وليس الأمر كذلك.
وبهذا يتبين لك أن الذي تقوم به أختك من تقليل شعر حواجبها، هو من النماص المنهي عنه.
وأما الذي تدعيه من أنها تعيش حالة توتر، فإن كان هذا التوتر يبلغ درجة لا تعي معها ما تفعل، فإنها حينئذ في حكم المجنونة، فلا مؤاخذة عليها، لما روى أصحاب السنن وأحمد من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق. وإن كانت إنما تفعله وهي واعية مدركة لكل ما يصدر منها، فهي آثمة والعياذ بالله.
وأما كيفية التعامل معها فهي أن تنهيها عن هذا المنكر، وتبيني لها الحكم فيه، فإن استجابت لذلك فالحمد لله. وإن لم ترعو، فلا مانع من أن تهجريها إذا علمت أن ذلك يرجعها إلى الصواب، فإن هجر أصحاب المعاصي مشروع، إذا غلب على الظن أنه يؤثر فيهم ويحملهم على التوبة والرجوع إلى الحق.
وأما إن كان الهجر لا يفيد شيئا في تغيير ما هي عليه، فلا داعي له، ولك أن تعامليها كما تعاملين سائر أفراد أسرتك. ولا تملي من دعوتها إلى الحق والدعاء لها.
والله أعلم.
‰04 جمادي الثانية 1426