أحسنت في عدم رفع خلافك مع أخيك للمحكمة حفاظا على الود

ƒـ[كنت أسكن بمنزل في ملك أخي ولضيق ظروفي المادية لم أكن أدفع أجر الكراء، طلب مني أخي أن أفرغ المنزل في الحال وأخذ أمتعتي إلى مكان سكني الجديد بمدينة تبعد بـ 200 كلم حيث محل سكني الجديد، لكن ظروفي لا تسمح الآن لأن زوجتي على وشك أن تلد، طلبت منه أن يصبر علي لكنه لم يرد وهددني أن يخرج أمتعتي بنفسه مما سيضطر أهل زوجتي إلى الذهاب معه إلى الشرطة والمحاكم وأنا لا أريد أن أفعل هذا معه، حتى وإن أرادوا ذلك فقررت أن أفرغ المنزل فقمت بذلك مع أمها وأبيها وأخيها مما جعل كل عائلة زوجتي ضدي حتى أنني أخرجت من منزلي الجديد في المدينة الأخرى ولم أحضر وقت ولادة زوجتي، زوجتي تقول إنني لم أفكر فيها وفي مولودتنا بل فكرت في عائلتي وفي أنني لا أريد الدخول مع أخي في المحاكم وأنني ضحيت بها وبمولودتي على بعد يومين من ولادتها والله يعلم أنني تصرفت كذلك حتى لا تصطدم عائلتي وعائلتها في المحاكم ووجدت أن عائلتها قد تدخلت بشكل كبير في حياتنا الشخصية حيث طلب مني والدها أن أطالب إخوتي بميراثي وأن أبيع منزلاً صغيراً باسمي فأشتري لها منزلاً كبيراً غير الذي اشتريناه أنا وهي في المدينة الأخرى حيث أعمل الآن أو أن أكتب لها البيت باسمها، وتحملت إهانتهم لي في سبيل أن لا تعيش بنيتي بغير أب إلى جنبها وحتى لا أطلق زوجتي، وهي الآن تطلب الطلاق، بعض الناس يقولون لي إنني تصرفت كما يجب والبعض يقولون كان علي أن أذهب مع أخي للمحكمة وأبقى إلى جنب زوجتي رغم حسرت أمي العجوز، لا أدري هل تصرفت كما يجب أم لا، إذ أن الخلاف كما قلت لزوجتي هو بين أهلي وبيني لكن ترفض أن يمس حاجتها أحد غيرها، لكنها تقول إن المقصود في كل هذا هي وأن عائلتي تريد كسر أنفتها وأنا أظن أنها يجب أن تتبعني في قولي لأنني لأريد عض اليد التي كثيرا ما أحسنت إلي ولا أريد قتل أمي بحسرتها رغم أن زواجي داخل في عامه الثالث، وهذا هو مولودي الأول، فما حكم الشرع فيما وقع وهل أطلقها وهل تصرفت تصرفا غير معقول؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت صنعاً في عدم ذهابك مع أخيك إلى المحكمة، فكونه أخطأ في حقك لا يجعلك تنسى فضله السابق عليك، والحر من راعى وداد لحظة، كما قال الإمام الشافعي، وكونه أخطأ في حقك لا يسوغ لك أن تخطئ في حقه وتقطع الرحم التي أمر الله بوصلها وعظم شأنها واشتق لها اسماً من اسمه وجعل حقها تابعاً لحقه، قال تعالى: وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ {النساء:1} ، يعني: اتقوا الله واتقوا الأرحام، خاصة وأن في رفع أمرك مع أخيك إلى المحكمة إغضاب لأمك العجوز فتعين عليك فعل ما فعلت.

هذا، وليس من حق أهل زوجتك التدخل في علاقتك بأمك وأخيك، وليس لهم التدخل في أمورك الشخصية كشراء أو بيع أو غير ذلك، وليس لزوجتك عليك إلا توفير المسكن اللائق بها ملكاً كان أو إيجاراً.

فانصحهم بالمعروف أن يخلوا بينك وبين زوجتك، وحاول شرح حقيقة الأمر لزوجتك، وأن الحامل على طاعة أخيك وعدم رفع أمركما إلى المحكمة ليس لهوانها عليك، وإنما مراعاة لمصالح أعظم وهي عدم مقابلة الإساءة بمثلها وعدم قطيعة الأرحام وعقوق أمك العجوز، واجتهد في رفع الخلاف بين عائلتك وعائلة زوجتك بشتى الطرق والوسائل المتاحة، واستعن في ذلك بالله تعالى، فهو وحده القادر على التأليف بين القلوب، وبالنسبة لطلب زوجتك الطلاق فلا نرى له مسوغاً، ولتفصيل حكم ذلك انظر الفتوى رقم: 14779.

ولمعرفة حال زوجتك، وهل هي ناشز أم لا، انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 1103، 9944، 6895.

والله أعلم.

‰18 شعبان 1425

طور بواسطة نورين ميديا © 2015