ƒـ[أحب زوجي كثيرا جدا، وهو أيضا يحبني ويحرص علي إرضائي، وأيضا أحب أمي جدا، وأتمني أن أخدمها عرفانا بجميلها، وأتمنى أن تأتي لتعيش في بيتي كي أسهر على راحتها، لكنها ترفض حتى لا تترك إخوتي الصغار.
المشكله أني لا أحب أم زوجي، وفي نفس الوقت لا أكرهها، فهي بالنسبه لي شخص عادي. وأشعر أنه كنوع من العرفان بالجميل لأمي ألا أحب أحدا مثل حبي لها، ولا أقول لغيرها أمي. أحسبها كالتالي (لا أحب أحدا مثل زوجي وأقول له زوجي، كذلك الأمر لا أحب أحدا مثل أمي وأقول لها أمي)
ولكني في نفس الوقت أحض زوجي علي أن يرضيها ويودها دائما ويسهر على راحتها، وقد صارحته بما في داخلي تجاه أمه، وطلبت منه أن لا تؤثر مشاعري السلبية تجاه أمه عليه، وألا يهمل فيها، لأنها أهم مني، وهي سبب دخوله الجنة.
هل أنا مخطئة في مشاعري، وهل سيعاقبني الله لعدم بري لأم زوجي، مع العلم أني حسنة اللسان معها، وعندما تدخل بيتي أكرمها بكل ما أقدر عليه ونذهب أسبوعيا لزيارتها.
هي الآن تعيش مع ابنتها المطلقة، وسوف تتزوج خلال شهور
هل واجب على زوجي أن يحضر أمه لتعيش معنا. علما بأني أشعر بالذنب تجاه أمي بإحساسي أنني سأخدم أحدا غيرها.]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا حدود علاقة الزوجة بأم زوجها وأبيه، وما يجب عليها تجاههما، وما لا يجب. فراجعي ذلك في الفتوى رقم: 123692.
وأما ما تجدين تجاه أم زوجك من مشاعر سلبية، فلا حرج عليك فيه ولا تؤاخذين بذلك - إن شاء الله - ما دمت محسنة إليها في الظاهر، ولم تخرج هذه المشاعر من نطاق القلب إلى أفعال الجوارح بإيذائها بقول أو فعل، فإن الله سبحانه قد تجاوز لهذه الأمة عن حديث النفس ما لم تتكلم أو تعمل. روى البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم.
ولكنك أخطأت عندما صرحت بهذه المشاعر لزوجك، وكان الواجب عليك أن تخفيها عنه حفاظا على مشاعره، وتجنبا لما قد يحصل منه من سوء ظن بك، إذا رأى منك تصرفا غير مقصود تجاه أمه.
أما ما بنيت عليه عدم جواز دعائك لغير أمك بأمي من أنك ما دمت لا يمكنك أن تقولي لغير زوجك زوجي فلا يمكنك أن تقولي لغير أمك أمي فغير صحيح.
فإنه لا يجوز للمرأة قطعا أن تنادي غير زوجها بـ زوجي، لكن يجوز لها أن تنادي أم زوجها وغيرها بـ أمي. بقصد الاحترام والتوقير، بل قد يستحب ذلك إذا كان فيه استئلاف للقلوب. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 43568.
أما إسكان زوجك لأمه معه فهذا غير واجب عليه، بل الواجب عليه هو برها والإحسان إليها، ولم تتعين المساكنة طريقا للبر، علما بأن من حقوق الزوجة على زوجها أن يوفر لها مسكنا مستقلا، لا يشاركها فيه أحد من أقاربه أو غيرهم، كما بيناه في الفتوى رقم: 112772.
ولكن الأولى لك أن تقبلي سكنها معك، وأن تحسني صحبتها وتصبري عليها، فإن هذا من الإحسان للزوج وحسن التبعل له. وقد بينا ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 28543، 27019، 54669، 35242.
والله أعلم.
‰11 رجب 1430