ƒـ[سورة الحج هل فعلا أنها مكية إلا ثلاث آيات وإذا كان كذلك فما هي هذه الآيات؟]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن سورة الحج اختلف فيها هل هي مكية أو مدنية، والجمهور على مكيتها وأن فيها آيات مدنية واختلف في تعيين وعدد هذه الآيات.
فقال الداني في كتابه البيان في عد آي القرآن: سورة الحج مكية إلا أربع آيات منها نزلت بالمدينة في الذين تبارزوا يوم بدر وهم ثلاثة مؤمنون علي وحمزة وعبيدة بن الحارث وهن قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم إلى قوله تعالى وهدوا إلى صراط الحميد. هذا قول ابن عباس وعطاء بن يسار إلا أن ابن عباس لم يذكر إلى أين ينتهين وذكره عطاء، وقيل عن ابن عباس إنهن ينتهين إلى قوله تعالى: الحريق فكأنه عد الحميم ووالجلود ولم يعدهما عطاء.
وقال مجاهد: هي مكية إلا ثلاث آيات نزلت بالمدينة هذان خصمان تمام ثلاث آيات ولم يذكر منتهاهن، وروي ذلك أيضا عن ابن عباس، وقال قتادة الحج مدنية إلا أربع آيات منها نزلت بمكة وهن قوله تعالى: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلى قوله تعالى عذاب يوم عقيم. انتهى.
وقال الشيخ مرعي الكرمي في كتابه قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن: سورة الحج مكية غير آيتين وهما قوله تعالى: ومن الناس من يعبد الله على حرف الآية، والتي بعدها نزلتا بالمدينة وقيل السورة مدنية غير أربع آيات وهي قوله تعالى: وما أرسلنا قبلك من رسول إلى تمام أربع آيات نزلت بمكة.
وقال عطاء بن يسار: مكية إلا ثلاث آيات نزلت بالمدينة وهي قوله تعالى: هذان خصمان إلى ثلاث آيات أو إلا ست آيات وهي من قوله تعالى: هذان خصمان إلى ست آيات وهذه السورة من أعاجيب القرآن فيها مكي وهي رأس الثلاثين إلى آخرها ومدني وهي من رأس خمس وعشرين إلى رأس ثلاثين.انتهى
والله أعلم.
‰27 ذو القعدة 1430