ƒـ[توضأت وصليت الصبح وبعد خروج الوقت وجدت قليلا من العمش في عيني، هل وضوئي وصلاتي مجزئين أم علي الإعادة؟]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان ما وجدته من قذى في العين قليلا بحيث لا يمنع وصول الماء إلى البشرة فصلاتك صحيحة ولا إعادة عليك، وإن كان حجمه يمنع وصول الماء فلا يجزئ الوضوء مع وجوده، وبالتالى فتجب إعادة تلك الصلاة إلا إذا كان هذا القذى يحتمل أن يكون قد طرأ بعد الوضوء لطول الوقت مع إمرار اليد على محله عند غسل الوجه فصلاتك صحيحة، هذا مذهب جمهور أهل العلم.
قال النووي في المجموع: أما مآقي العينين فيغسلان بلا خلاف, فإن كان عليهما قذى يمنع وصول الماء إلى المحل الواجب من الوجه وجب مسحه وغسل ما تحته وإلا فمسحهما مستحب. هكذا فصله الماوردي. انتهى.
وفى حاشية الدسوقي على شرح الدردير المالكي: يجب على المتوضئ في حال غسله وجهه إزالة ما بعينيه من القذى, فإن وجد شيئا من القذى بعينيه بعد وضوئه وأمكن حدوثه لطول الزمان حمل على الطريان حيث أمرَّ يده على محله حين غسل وجهه. انتهى.
واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الوسخ الذي يمنع وصول الماء معفو عنه إن كان يسيرا في أي موضع كان من البدن إلحاقا بالوسخ اليسير الذي يكون تحت الأظافر، وعلى هذا فإن كان ذلك القذى موجودا حال الوضوء فالصلاة صحيحة إن كان يسيرا، وهذا هو الظاهر.
والله أعلم.
‰09 شعبان 1429