ƒـ[بارك الله فيكم وجزاكم الله ألف خير.. نصحت فتاة تمشي مع صديق لها تقول إنها تحبه ويحبها وسيتزوجها عندما تكبر، والله تكلمت معها باللين وبرفق وشكرت لها أخلاقها وذكرتها بالله وباليوم الآخر وقصصت لها قصة لفتاة في نفس الموقف وما كانت نتيجتها, في الأول أنصتت إلي وتجاوبت لكلامي لكن بعد يومين بعثت إلي صديقتها تقول إنها لا تريد أن أتكلم معها في هذا الموضوع فلبيت طلبها ثم بعد أيام بعثت فتاة أخرى تقول إنهما قد افترقا ولا تريد أن أتكلم معها بعد الآن ولا حتى أن ألقي عليها السلام, أظن أنني السبب في افتراقهما وهي لم ترد أن تبتعد عنه، هل يجوز لي أن لا أتكلم معها مع العلم أن هذا طلبها، ولا حتى أن ألقي عليها السلام،
وهل أستمر في نصح الفتيات مع العلم بأني استشرت والدتي فقالت لي أن لا أفعل ذلك لأني أدرس في مكان خال وخافت أن ينتقم مني الشبان (الذئاب البشرية) ؟]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد فعلت ما هو مطلوب منك، ونسأل الله أن يثيبك على هذا، ولا بأس بترك الكلام مع هذه الفتاة حسب طلبها دون هجر، والهجر ينتفي بالسلام، فسلمي عليها إذا لقيتها ولو لم ترد عليك، حتى لا يلحقك إثم هجر المسلم.
ونشير عليك بالاستمرار في نصح زميلاتك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب استطاعتك ما لم يترتب عليه ضرر محقق عليك، فإن خشيت من أن يترتب على أمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر ضرر أو مفسدة أعظم سقط عنك وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان، وبقى عليك الإنكار بالقلب، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. وانظري للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 73395.
والله أعلم.
‰17 ربيع الأول 1429