ƒـ[ما الذي يمنع علماء المسلمين بل ما الذي ينتظره علماء المسلمين لإخراج معجم حديثي يجمعون فيه من بطون كتب الحديث المطبوعة والمخطوطة أكبر قدر ممكن من الأحاديث النبوية الصحيحة التي صححها العلماء المعتمدون أمثال: البخاري، ومسلم، والشيخ الألباني، والشيخ مقبل بن هادي وغيرهم فيكون بذلك عند الناس كتاب جامع صحيح يجمع تفرق السنة الصحيحة في الكتب ويؤمن الناس من الأحاديث الضعيفة والموضوعة
وقد ألف الشيخ مقبل رحمه الله شيئا في هذا عندما أخرج كتابه العظيم (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين) ؟ ولقد حاولت فعل ذلك لكني وجدت ذلك يستلزم وقتا وعلماً لست أملكه.]ـ
^الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب أن ننبه السائل أولاً إلى وجود جهود ضخمة في القديم والحديث لنخل الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان صحيحها من ضعيفها، وكان أول من جمع الأحاديث مقتصراً على الصحيح منها البخاري ثم مسلم.
قال السيوطي:
وأول الجامع باقتصاره ... على الصحيح فقط البخاري
ومسلم من بعده والأول ... على الصواب في الصحيح أفضل
وحاول كثير من العلماء بعدهما أن يبلغوا شأنهما كابن حبان وابن خزيمة وغيرهما، إلا أنهما لم ينجحا في ذلك كما نجح صاحبا الصحيحين.
وقد ذكرت أيها الأخ الكريم بعض المعاصرين الذين سلم لهم من عاصرهم بالقوة في النقد، والفهم في العلم، وقد سبق هؤلاء بسنين الشيخ العلامة أبو الأشبال أحمد شاكر -رحمه الله- الذي حقق جزءاً كبيراً من تفسير الطبري، وغيره من الكتب.
وإن كنا نرى أن هذه الجهود لم تبلغ المبلغ المطلوب، وما ذلك لعيب في أصحابها، ولكن لأنها جهود فردية.
والمشروع الذي تطرحه يحتاج إلى تكاتف الجهود، وتوحد السعي، أو أن يكون هذا المشروع تحت رعاية دولة، بل دول ليتم المراد، ويتحقق المقصود.
والله نسأل أن يوفق المسلمين لخدمة كتاب ربهم، وسنة نبيهم.
والله أعلم.
‰06 جمادي الثانية 1423