عليه الصلاة والسلام: " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار. قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: الجماعة" (?) وفي رواية: " ما أنا عليه وأصحابي " (?)
فنجد أن جواب النبي -صلى الله عليه وسلم- يلتقي تماما مع الآية السابقة {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}، فأول ما يدخل في عموم الآية هم أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، فلم يكتف الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث بقوله: "ما أنا عليه .. " وقد يكون ذلك كافيا في الواقع للمسلم الذي يفهم حقا الكتاب والسنة، ولكنه عليه الصلاة والسلام كتحقيق عملي لقوله عز وجل، في حقه أنه: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: آية 128]، فمن تمام رأفته وكمال رحمته بأصحابه وأتباعه:
أن أوضح لهم أن علامة الفرقة الناجية أن تكون على ما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى ما كان عليه أصحابه من بعده، فإذا لا يجوز أن يقتصر المسلمون عامة والدعاة خاصة في فهم الكتاب والسنة