وسئل - حفظه الله -:

هل التنظيمات السرية مشروعة في الإسلام؟ وخاصة في البلاد التي يهاجم فيها الإسلام وأهله؟

الجواب: يقول الله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} ويقول جل وعلا: {فاتقوا الله ما استطعتم}، والمسلمون مع أعدائهم لهم حالتان:

الحالة الأولى: أن لا يكون للمسلمين دولة تحميهم، ولا قوة تمنعهم من عدوهم، ففي هذه الحالة يجب على المسلمين الدعوة إلى الله والبيان باللسان فقط؛ كحالة المسلمين مع النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة، ولا يجوز لهم في هذه الحالة أن يقوموا بالاغتيالات والتنظيمات السرية؛ التي تجر عليهم الضرر، وتسلط العدو عليهم؛ لأن المضرة في هذه الاغتيالات والتنظيمات أرجح من المصلحة.

الحالة الثانية: أن يكون للمسلمين دولة، ولهم قوة ومنعة؛ ففي هذه الحالة يجب عليهم شيئان: الدعوة إلى الله، والجهاد في سبيل الله؛ من غير غدر ولا خيانة، كالحالة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون بعد الهجرة إلى المدينة.

وهذا التقسيم الذي قلته مستفاد من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم القدوة للمسلمين إلى يوم القيامة كما قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015