يحمل ذلك منهم إلا على الفضل والصواب وكل ما كان في غير الملوك معتبه فإنه إذا صدر من الملوك يعد منقبه ويجب على من يجالس الملوك وكان له في خدمتهم سلوك واختص بمحاضرتهم واستعد لمناظرتهم أن لا يبصر منهم إلا المحاسن ولا يخبر عنهم إلا بالأحاسن وقد قيل من جالس الملوك بغير أدب حبسه فإنه خاطر بروحه وعرض للبلاء نفسه وقال الله الأعظم في كتابه المحكم لنبيه صلى الله عليه وسلم: فاستقم كما أمرت.
ولهذا قال عليه السلام: شيبتني هود وأخواتها وما ساد العجم والعرب إلا بسلوك طريق الأدب وقال عليه الصلاة والسلام: أدبني ربي فأحسن تأديبي، فقال المغفل أبو نوفل إذا طهر القلب من الخيانة وعاملت اليد بالأمانة وتنقى العرض من العيوب وكان اللسان غير كذب وزكت النفس بالحلم وعريت عن الجهل بلباس العلم يصلح لها أن تسخر بكل أحد وتفخر على أكبر من يكون ولو أنه الأسد وأنا إذا طار بهذه الصفات طيري فلا علي إذا ضحكت على غيري، فقال أخو نهشل لا تقل ذلك لا واستعذ بالله من الجهل والخيلا وأعلم يا ذا الكرامات أن الجاهل يعرف لثلاث علامات إحداها يا محبوب أن يرى نفسه عارية عن العيوب الثانية يا رفيق الخير أن يرى نفسه أعلم