(فقال) العفريت للوزير الثاني يا أفضل جاني أنت ماذا تقول وكيف تشير أن نصول في ميدان هذا الأمر ونجول فقال رأي مولانا الوزير سديد وكل ما أشار به فهو أمر مجيد ولكن كيف يهمل أمر يهمل أمر العدو ويركن مع وجوده إلى قرار وهدو وإذا كان طالعه في قوة فاهماله يزيد في قوته والتهاون في أمره مساعدة في معاونته ومعاونة في مساعدته وهذا من سلامات العجز والانكسار ومن أقوى الأدلة في الانحطاط والصغار وأن رب الأرباب وضع عالم الكون والفساد على الأسباب فلا بد من تعاطيها في هذا الباب وبذل المجهود في معاملات الأعداء والأحباب ولم يقتصر الشارع على التقدير والطالع إذ فيه حسم مادة الشرائع والتعرض لأبطال حكم الصانع فعندي أن نبذل الجهد في حسم مادتهم وتعاطي كسر شوكتهم وبذل الجهد والجد بما تصل إليه اليد وثبات الأقدام في إثبات الأقدام كما قال الشاعر وهو سلم الخاسر في ثبت الجاسر:
من راقب الناس مات غماً ... وفاز باللذة الجسور
وهذا الشاعر المسمى أخذه من أخينا بشار الأعمى من لنا بوجوده أنس وهو شيطان الأنس حيث يقول ذلك الغول:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
فاعزموا على هدم ما يبنون وصدم ما يعنون والأخذ في تمزيق جلدتهم وتفريق كلمتهم إذ لا اطلاع لنا على مساعدة الطالع ولا حد لبقاء الأجل فضلاً عن أن نقول هذا الحد جامع مع أو مانع وهذا الرأي عندي أولى ورأيك يا رئيس التلبيس يا غول هذا القول:
إذا كانت الأعداء نملاً فآتهم ... إذا لم تطأهم وأصبحوا مثل ثعبان