وكل ما يذكر من تخفيف إحدى الهمزتين المجتمعتين من كلمتين إنما هو حالة الوصل، وأما إن وقفت على الأولى وابتدأت الثانية فلا تخفيف لجميع القراء بل تحقيق التي وقعت عليها والتي ابتدأت بها.
فإذا علمت هذا وأردت قراءة هذه الآية من وعلم آدم إلى صادقين، وبعض الناس يقف على الملائكة، وليس بموضع وقف إلا في ضرورة فيأتي فيها واحد وثمانون وجها وكلها صحيحة، ولا تركيب فيها، وأما لو عددنا الضعيف وتركيب الأوجه لكان أكثر من هذا.
بيانها، أن لقالون: ثمانية عشر وجها بيانها: أن له في هاء التنبيه القصر مع مد أولاء وقصره استصحابا للأصل واعتدادا بعارض التسهيل، والمد مع مد أولاء فقط وقصرها مع مدها التنبيه ضعيف، لأن سبب المتصل ولو تغير أقوى من المنفصل، ولذا أجمعوا عليه دونه فهذه ثلاثة تضرب في وجهي الصلة وعدمها بستة، تضرب في ثلاثة صادقين بثمانية عشر، ولورش: سبعة وعشرون وجها بيانها: أنك تضرب ثلاثة باب آمنوا في ثلاثة همزة إن تسعة تضربها في ثلاثة صادقين سبعة وعشرون، وللبزي: ستة: بيانها أن له القصر في ها مع المد والقصر في أولاء اثنان تضرب بهما في ثلاثة صادقين ستة، ولقنبل: ستة بيانها: أن له قصرها ومد أولاء مع تسهيل همزة إن وإبدالها ياء ساكنة اثنان تضربهما في ثلاثة صادقين ستة، وللبصري: تسعة بيانها: أن له في ها القصر مع قصر أولا اعتدادا بالعارض ومده عملا بالأصل والمد مع مد أولاء ثلاثة تضربها في ثلاثة صادقين تسعة، ولا يجوز قصر أولاء مع مدها التنبيه؛ لأنه لا يخلو من أن يقدر متصلا أو منفصلا فإن قدر منفصلا فهو وها من باب واحد يمدان معا ويقصران معا، وإن قدر متصلا وهو مذهب سيبويه، والداني، فلا يجوز فيه القصر ولو قصرت ها فكيف مع مده فحينئذ لا وجه لمدها المتفق على انفصاله وقصر أولاء المختلف في اتصاله