لِلْكُلِّ، ذَكَرَهُ فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ مِنْ الْوَقْفِ.

20 - وَقَدْ فَرَّعْتُهُ عَلَى الْقَاعِدَةِ.

وَمِنْ فُرُوعِهَا: لَوْ قَالَ لِامْرَأَتِهِ: إنْ كَانَ حَمْلُك ذَكَرًا فَأَنْتِ طَالِقٌ وَاحِدَةً، وَإِنْ كَانَ أُنْثَى فَثِنْتَيْنِ. فَوَلَدَتْ ذَكَرًا وَأُنْثَى. قَالُوا لَا تَطْلُقُ؛ لِأَنَّ الْحَمْلَ اسْمٌ لِلْكُلِّ. فَمَا لَمْ يَكُنْ الْكُلُّ غُلَامًا أَوْ جَارِيَةً لَمْ يُوجَدْ الشَّرْطُ. ذَكَرَهُ الزَّيْلَعِيُّ مِنْ بَابِ التَّعْلِيقِ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِلْقَاعِدَةِ فَفَرَّعْته عَلَيْهَا، وَلَوْ قُلْنَا بِعَدَمِ الْعُمُومِ لَلَزِمَ وُقُوعُ الثَّلَاثِ. وَخَرَجَ عَنْ الْقَاعِدَةِ لَوْ قَالَ: زَوْجَتِي طَالِقٌ أَوْ عَبْدِي حُرٌّ. طَلُقَتْ وَاحِدَةً وَعَتَقَ وَاحِدٌ، وَالتَّعْيِينُ إلَيْهِ، وَمُقْتَضَاهَا طَلَاقُ الْكُلِّ وَعِتْقُ الْجَمِيعِ. وَفِي الْبَزَّازِيَّةِ مِنْ الْأَيْمَانِ: إنْ فَعَلْت كَذَا فَامْرَأَتُهُ طَالِقٌ وَلَهُ امْرَأَتَانِ فَأَكْثَرُ، طَلُقَتْ وَاحِدَةٌ وَالْبَيَانُ إلَيْهِ (انْتَهَى) .

وَكَأَنَّهُ إنَّمَا خَرَّجَ هَذَا الْفَرْعَ عَنْ الْأَصْلِ لِكَوْنِهِ مِنْ بَابِ الْأَيْمَانِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الْعُرْفِ كَمَا لَا يَخْفَى.

[فَائِدَةٌ الْعُلُومُ ثَلَاثَةٌ]

فَائِدَةٌ: قَالَ بَعْضُ الْمَشَايِخِ: الْعُلُومُ ثَلَاثَةٌ: عِلْمٌ نَضِجَ وَمَا احْتَرَقَ؛ وَهُوَ

21 - عِلْمُ النَّحْوِ، وَعِلْمُ الْأُصُولِ.

ـــــــــــــــــــــــــــــQقَوْلُهُ: وَقَدْ فَرَّعْته عَلَى الْقَاعِدَةِ إلَخْ قَالَ بَعْضُ الْفُضَلَاءِ: هَذَا التَّفْرِيعُ غَيْرُ صَحِيحٍ؛ لِأَنَّ لَفْظَ وَلَدٍ يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ الْمُؤَنَّثِ كَمَا يُطْلَقُ عَلَى الْفَرْدِ وَالْمُذَكَّرِ كَمَا ذَكَرَهُ فِي الْمِصْبَاحِ وَالصِّحَاحِ وَغَيْرِهِمَا، فَلَا يَصِحُّ الْقَوْلُ بِأَنَّهُ مُفْرَدٌ مُضَافٌ. وَكَذَا فِي حَمْلٍ فَإِنَّهُ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ عَلَمٌ يُطْلَقُ عَلَى الْجَمِيعِ أَيْضًا. وَفِي الْقَامُوسِ الْحَمْلُ مَا يُحْمَلُ فِي الْبَطْنِ مِنْ الْوَلَدِ.

(21) قَوْلُهُ: عِلْمُ النَّحْوِ وَالْأُصُولِ. قَالَ بَعْضُ الْفُضَلَاءِ: لِأَنَّهُمَا وَإِنْ دُوِّنَتْ قَوَاعِدُهُمَا وَحُرِّرَتْ. لَكِنْ لَمْ أَقِفْ عَلَى مَا اُسْتُنْبِطَ مِنْهُمَا مِنْ الْفُرُوعِ عَلَى غَايَةٍ بَلْ اخْتَلَفَ أَئِمَّتُهُمَا فِيهِمَا. فَيَظْهَرُ ذَلِكَ لِمَنْ تَأَمَّلْ فِي كُتُبِ الْأُصُولِ وَالْأَعَارِيبِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015